اثنا عشر عامًا في عملية إصلاح التعليم في فلسطين

على الرغم من نموهم في خضم الصراع والمستقبل غير واضح المعالم، إلا أن أطفال فلسطين، الإناث والذكور على حد سواء، يتمتعون بأحد أعلى معدلات المعرفة في القراءة والكتابة في المنطقة، وهو الأمر الذي يوضح القيمة التي يوليها الفلسطينيون لموضوع التعليم. ومع ذلك، لم يحدث أن امتد هذا النجاح في محو الأمية تاريخيًا إلى مجالات أخرى مثل تعلم العلوم والرياضيات واللغة الأجنبية.

وحسب ما أفادت به القيادة الفلسطينية في منتصف العقد الأول من القرن الحالي، فإن الطلبة بحاجة لوجود مدارس تتلاءم مع متطلبات القرن الحادي والعشرين. ومنذ عام 2007، ومن خلال شراكتها مع وزارة التربية والتعليم العالي في فلسطين، استجابت أمديست لتنفيذ ثلاثة مشاريع تابعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) حيث عملت هذه المشاريع على جلب الدعم اللازم والاستثمار في التعليم الأساسي في الضفة الغربية.

شبكة المدارس النموذجية

في عام 2007، وبالتزامن مع إطلاق برنامج شبكة المدارس النموذجية، بدأت أمديست في تقديم التدابير التي من شأنها تعزيز التدريس والإدارة والمشاركة المجتمعية، بالإضافة إلى استخدام التكنولوجيا في 72 مدرسة حكومية وخاصة في الضفة الغربية وغزة.

ومن خلال تقديم النماذج لأفضل الممارسات التي تعنى بالتطوير المهني والإدارة المدرسية والتعلم القائم على المشاريع، أنشأ البرنامج شبكة من المدارس التي تعتبر بمثابة "نماذج" للإصلاح في المزيد من المدارس في المستقبل.

استراتيجية المنظومة الواسعة

واصلت أمديست صقل هذه النماذج من خلال اثنين من المشاريع الممولة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، حيث عززت قدرة المدارس الفلسطينية على توفير تعليم فعال يركز على المتعلمين.

ومع بدايات عام 2012، ركز برنامج تطوير القيادة والمعلمين (LTD) على موضوع تأهيل كادر وطني من المعلمين والمدراء وغيرهم من المدرسين الذين سيكون بمقدورهم تطبيق معايير التعليم التي سوف تنتهجها الوزارة وتتناسب مع متطلبات القرن الحادي والعشرين.

دعم المشروع تطوير وتعزيز برامج دبلوم التطوير المهني أثناء الخدمة التي يوفرها الآن المعهد الوطني للتعليم والتدريب لآلاف المدرسين، بالإضافة إلى رفع مستوى القيادة والإشراف وممارسة التدريس. ومن خلال العمل مع 454 مدرسة، قدم برنامج تطوير القيادة والمعلمين (LTD) الفائدة المباشرة لأكثر من 150000 طالب وطالبة في الصفوف من الخامس وحتى العاشر الأساسي، وعمل على خلق ممارسات تعليمية جديدة ستستمر في التأثير على الطلبة لفترة طويلة بعد اختتام البرنامج.

كما قدم برنامج LTD دعمًا إضافيًّا للجهود الوطنية الرامية إلى زيادة الاستخدام الفعال للتكنولوجيا في التعليم والتعلم، حيث أدى هذا الجهد إلى إدخال الترميز في برنامج الفصول الدراسية في جميع أنحاء الضفة الغربية، بالإضافة إلى تزويد الطلبة بدروس في لغات البرمجة التي سوف تعمل على تعزيز تفكيرهم النقدي ومهاراتهم في حل المشكلات والإبداع.

ومنذ عام 2013، نفذت أمديست أيضًا برنامج دعم المدارس (SSP) الذي اتخذ نهجًا شاملاً لتحسين نوعية التعليم المتاحة للأطفال في 50 مدرسة حكومية تقع في المناطق المهمشة في القدس الشرقية والضفة الغربية.

ومن خلال تنفيذه بالشراكة مع مؤسسة إنقاذ الطفل الدولية، عمل برنامج دعم المدارس على تحسين بيئات التعلم في المدارس من خلال تركيب مختبرات العلوم الحديثة والمكتبات ومختبرات الكمبيوتر وربط المدارس بالإنترنت. واعترافًا بالدور الهام الذي تلعبه المجتمعات وأولياء الأمور في العملية التعليمية، اعتمد برنامج دعم المدارس موضوع المشاركة بين المدارس والمجتمع المحلي كحجر الأساس ضمن استراتيجيته الموضوعة.

وعلاوة على ذلك، فقد شجع برنامج SSP المدارس على اعتماد استراتيجيات قياس جديدة لتخطيط تحسين المدارس وتوفير التطوير الوظيفي والأنشطة اللامنهجية المصممة لبناء الثقة بالنفس لدى ما يقرب من 19000 من الشباب في هذه المدارس، وتمكينهم من تحديد ومتابعة المسارات الوظيفية على المدى البعيد.

ومع اقتراب انتهاء البرنامجين هذا العام، فإننا ننظر بكل فخر إلى أحد عشر عامًا من الشراكات المثمرة التي ساهمت في تحسين التعليم الأساسي الفلسطيني والتي ستؤثر على مئات الآلاف من الطلبة لسنوات مقبلة.