مشاركو CASE ينخرطون في مناقشات عالمية من منظور محلي

يعمل برنامج أمديست الجديد للتعليم الخارجي – وهو CASE (المجتمع، والنشاط، وريادة الأعمال الاجتماعية) – على توفير رحلة تحوّل لمجموعة من طلبة كليات المجتمع الأمريكية، وتعريفهم على سبل المناصرة، ومنظمات المجتمع المدني، وقضايا العدالة العالمية الحاسمة من منظور تونسي.

يهدف برنامج CASE لمعالجة أوجه عدم المساواة الحالية في عروض الدراسة الأمريكية التقليدية بالخارج، التي -بناءً على التكلفة، والشكل، ومجالات التركيز الأكاديمي- إما أن يتعذر الوصول إليها أو أنها لا تناسب طلبة كليات المجتمع والبرامج الأخرى ذات العامين. تسعى أمديست، من خلال CASE، إلى تزويد طلبة كليات المجتمع بخبرات التبادل الثقافي المعتمدة التي تتيح لهم جني الفوائد المهنية والشخصية من الدراسة في الخارج.

تم إنجاز الإصدار الأول من برنامج CASE في حزيران/ يونيو 2023 في تونس. مع توفير أمديست لمنح دراسية كاملة، سافر 14 طالبًا من كليات المجتمع إلى تونس العاصمة لمدة أسبوع. خارج الفصل الدراسي، وفر البرنامج مجالاً للمشاركة الهادفة مع منظمات المجتمع المدني والمجتمعات المستضعفة في تونس. ساهم المشاركون بشكل فعال في المبادرات الاجتماعية ذات الإدارات المحلية دعمًا للاجئين القادمين من جنوب الصحراء الكبرى وتعرفوا على الدور الحاسم الذي تلعبه المنظمات المحلية في إعادة تشكيل الرواية العالمية حول الهجرة.

عمل الأقران التونسيون، طوال أنشطة البرنامج، على تشجيع طرح الأسئلة المحفزة على التفكير وعملوا على تسهيل التفاعل بين المشاركين ومحاوريهم داخل المجتمع. كان للنظراء التونسيين ميسم، وقاسم، وغادة دور أساسي في نجاح البرنامج. حيث كان لتواجدهم دور في توفير بيئة داعمة وشاملة تضمن لجميع المشاركين في CASE الشعور بأنهم مرحب بهم للتفاعل والمشاركة في المناقشات الهامة طوال رحلتهم. لعب هؤلاء الشباب التونسيون الاستثنائيون كذلك دورًا محوريًا في تعزيز العلاقات الشخصية الهادفة وخلق تجارب للمشاركين لا يمكن أن تُنسى.

أبدى أحد المشاركين الأمريكيين ملاحظة قائلاً: "لقد كان الأقران من أفضل مكونات هذه التجربة بالنسبة لي. إن وجود أشخاص نشأوا هنا وعاشوا في الأماكن التي كنا نتعلم عنها، وتتلمذوا مثلنا تمامًا ودرسوا مواضيع تماثل ما درسناه، قد وفر لنا أصدقاء من الداخل، إذا جاز التعبير".

وما إن حانت نهاية البرنامج، إلا والمشاركون قد أقاموا روابط قوية مع أقرانهم التونسيين. كما لاحظ أحدهم، "لقد كان اللقاء بأقراننا التونسيين بمثابة تجربة رائعة زودتنا برؤىً قيمة من وجهة نظرهم. لقد ترك حبهم الراسخ وارتباطهم العميق ببلدهم انطباعًا دائمًا لديّ. لقد كانوا لطيفين، ومتعاونين، وودودين، وقد أمضينا وقتًا رائعا معًا".

كما أن التجربة كانت مفيدة للشباب التونسي أيضًا. "لقد كانت المشاركة في برنامج CASE فرصة رائعة لتمثيل الثقافة التونسية وتعزيز التفاهم بين الثقافات"، على حد تعبير ميسم، "حيث كان من المجزي أن نشهد تقدير الطلبة المتزايد لتونس وشغفهم للتعرف على تاريخنا وقضايانا الاجتماعية، ومجتمعاتنا النابضة بالحياة".

يعمل برنامج CASE على تعزيز التبادل الأفقي للأفكار بين المشاركين الأمريكيين والمجتمعات المضيفة لهم، ما من شأنه أن يسمح لهم بتطوير فهم مشترك للقضايا العالمية وجسر الفروقات والحواجز الثقافية. من خلال تجربة تفاعلية ومكثفة، يهدف CASE إلى تزويد طلبة كليات المجتمع بالقدرة على التأقلم، وبمهارات التعدد الثقافي والتفكير الناقد التي يبحث عنها أصحاب العمل بشكل متزايد، وهذا ما يمنحهم ميزة مهنية كانوا سيفتقدونها لولا ذلك. كما هو الحال في جميع برامج أمديست التعليمية الأخرى في الخارج، يعمل CASE كذلك على دمج مفاهيم العدالة، والمساواة، والتنوع، والشمولية كمواضيع جوهرية رئيسية.