برامج التدرّج تغير حياة الشباب الغزيين

إذا تناولنا برامجنا كرزمة واحدة، فإن لها تأثيرًا "متدرّج" بالنسبة للشباب المحرومين في جميع أنحاء المنطقة، ما يمهّد الطريق لفرص جديدة، ويجعل من المستحيل ممكنًا للامعين من بينهم. هذا العام، ساعد الاتصال الفعّال بين برامجنا ثلاثة شباب لاجئين غزيين في إيجاد طريقهم إلى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

تعرفوا على مجد الإفرنجي، وفداء الصوفي، وحسن الشيخ، وهم لاجئون فلسطينيون عاشوا في غزة كامل حياتهم. ورغم الصدمة المعنوية من أربع هجمات كبرى على غزة شَهِدوها في الأعوام 2008 و2012 و2014 و2021، فقد تفوقوا في تحصيلهم الأكاديمي واستفادوا من الفرص المتاحة لهم للوصول إلى التعليم العالي. فيما يتعلق بمجد وفداء، فقد كانت فرصتهما الجوهرية هي برنامج المنح الصغيرة للوصول إلى اللغة الإنجليزية (آكسس)، الذي ساعدهما على تحسين لغتهما الإنجليزية وتنمية مهاراتهما في القيادة والتفكير الناقد.

 

إن عملهما الجاد في آكسس قد حقق الهدف، حيث أهّلهما لبرنامج كينيدي- لوغار لتبادل الشباب والدراسة (YES). فقد أمضى مجد عام التبادل في نيويورك، مواصلاً تفوقه في بيئة أكاديمية جديدة في الوقت الذي كان فيه أيضًا بمثابة سفير لائق بفلسطين. أما فداء، فقد منعتها مخاوف الأسرة من الالتحاق ببرنامج YES في ذلك العام، وفي العام التالي، عندما كان من المقرر أن يلتحق حسن، تسببت قيود كوفيد في إلغاء البرنامج. وفي الوقت الذي أكملوا فيه الدراسة الثانوية، وجدوا الدعم من أمديست للوصول إلى أحلامهم الجامعية. إذ تأهل مجد وحسن لصندوق الأمل، وتأهلت فداء لنادي الكلية التنافسي التابع لـ EducationUSA، وكما سوف تقرأون أدناه، فإن الانطلاق الذاتي في كل واحد من هذه البرامج دفعهم للاستفادة من العديد من الفرص الأخرى.

التحق مجد بمدارس الأونروا خلال الصفوف من 1-9، ثم انتقل إلى مدرسة عرفات للموهوبين الثانوية للبنين الحكومية، وتميّز في دراسته، وبخاصة في مادتيه المفضلتين، الرياضيات والفيزياء. وهو في سن الثانية عشرة، اندلع شغفه بأجهزة الحاسوب والإلكترونيات عندما تلقى هاتفًا ذكيًا، ما حفّزه على تعليم نفسه البرمجة لإنشاء تطبيقاته الخاصة وإطلاقها. لاحقًا لعودته إلى الوطن بعد عام التبادل في برنامج YES في الولايات المتحدة، تم اختياره لبرنامج صندوق الأمل، لكنه قرر بعد أن أنهى سنة التخرج أن يأخذ سنة فجوة للتركيز على تحضير نفسه لتحدي القبول في الجامعات الأمريكية. في ذلك العام، شارك أيضًا في الهاكاثون وأنهى أكثر من 10 دورات عبر الإنترنت في هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومؤسسات كبرى أخرى. يخطط مجد للتخصص في الهندسة الكهربائية وعلوم الحاسوب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

  

 

 

 

فداء لاجئة فلسطينية من الجيل الخامس تعيش في رفح بقطاع غزة. بعد أن أكملت تعليمها الأساسي في الصفوف من 1-9 بمدارس الأونروا، انتقلت إلى مدرسة ثانوية حكومية، وكانت متميزة في دراستها الأكاديمية والنشاطات اللامنهجية. واعترافًا من مدرسها في تكنولوجيا المعلومات بأهليتها للبرمجة، فقد دفعها للمشاركة في مسابقتين: سكراتش (Scratch)، وفيجوال بيسك (Visual Basic)، وبعد حصولها على المركز الثاني في كلتا المسابقتين، أصبحت مدمنة على أجهزة الحاسوب. ومنذ ذلك الوقت، صقلت مهارات البرمجة والتصميم المتمحور حول الإنسان في برنامج Code For Palestine الذي مكنها من تطوير تطبيق للهاتف المحمول باسم RentMeUp، والمشاركة في هاكاثون WI-Hack، وتأهلت إلى نصف نهائي مسابقة Technovation Girls العالمية لعام 2020. كانت فداء تتطلع للدراسة في الولايات المتحدة، إذ انضمت إلى نادي الكلية التنافسي خلال سنة التخرج. ومع ذلك، بعد تخرجها من مدرستها الثانوية في آب/ أغسطس 2021، أمضت سنة فجوة، استغلت فيها الوقت للتركيز على رد الجميل لمجتمعها. تطوعت ككاتبة في مشروع "لسنا أرقامًا"، وكمساعدة تدريس في برنامج Code For Palestine. كما ألفت كتابًا توجيهيًا في عالم البرمجة للأطفال ضمن الفئة العمرية 10-15 عامًا. وإضافة لذلك، طورت خطة بحث بعنوان "هل يمكن استخدام البيانات المنتجة بشكل غير أخلاقي بطريقة أخلاقية؟" من أجل حلقة بحث في الجامعة الإسلامية بغزة، وشاركت مؤخرًا في تأسيس مبادرة PaliForClimate التي تهدف لزيادة الوعي بين الشباب الفلسطيني بشأن تغير المناخ والاستعمار الأخضر. تخطط فداء للتخصص في علوم الحاسوب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

 

أنهى حسن صفوفه من 1-9 في مدارس الأونروا بمدينة غزة، ثم انتقل إلى مدرسة عرفات للموهوبين الثانوية للبنين الحكومية. كان طالبًا ذكيًا بشكل استثنائي ومتحمسًا للغاية، تخرج من برنامج Code for Palestine بأعلى الدرجات. وعندما تم اختياره من بين مئات الطلبة للمشاركة في برنامج علوم الحاسوب والتصميم المتمحور حول الإنسان، أظهر حسن أيضًا قدراته الأكاديمية والفكرية، ومهاراته القيادية الفذّة، وطموحه، وتفانيه في التعلم. أثناء وجوده في هذا البرنامج المرموق، تعلم بشكل مباشر من طلبة جامعة كاليفورنيا، لوس أنجليس (UCLA) وجامعة ستانفورد، وعمل ضمن مشاريع مختلفة من بينها منصة أونلاين ستوديو (Online Studio) لدعم الشباب الفلسطينيين المستقلين بأعمالهم في غزة. وتمكن حسن، بدعم من صندوق الأمل، من خوض دورات التحضير للاختبار وكتابة المقالات، وتلقى توجيهات حول كيفية تقديم الطلبات الشائعة. يعتزم حسن بدء عامه الأول في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الخريف، حيث يخطط للتخصص في الهندسة الكهربائية وعلوم الحاسوب.