مراكز جديدة لدعم الطلبة المصريين ذوي الإعاقة

تلتزم أمديست برؤية لعالَم يتمكن فيه كل الناس من الحصول بسهولة على الفرص التي تمكنهم من الوصول إلى أقصى حد في أحلامهم، ومواهبهم، وتفانيهم. في مصر، قمنا بتفعيل هذا الالتزام من خلال تعزيز دمج الإعاقات في التعليم العالي في مصر.
Group of students from the HEI university disability service center

نتج عن جهد السنوات المتعددة مؤتمر آذار/ مارس ورسميًا إطلاق مراكز مخصصة لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة في خمس جامعات حكومية مصرية. إن دور مراكز خدمة المعاقين الجديدة في جامعات عين شمس، والإسكندرية، وأسيوط، والقاهرة، والمنصورة هو ضمان قيام الجامعات بتقديم فرص متساوية في الحصول بسهولة على تعليم الجودة للطلبة المعاقين.

لقد جاء هذا نتيجة الجهد لإيجاد المراكز من خلال شراكة بين أمديست، ووكالة يو إس إيد عن طريق تمويلها برنامج منح الجامعات الحكومية التابع لمؤسسة التعليم العالي الذي تديره أمديست، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي المصرية، ومؤسسة حلم الاستشارية للحلول الشاملة، وهي منظمة مصرية خاصة تعمل على دمج الأشخاص ذوي الإعاقة وتدريبهم.

في مصر، كما هو الحال في العديد من الدول العربية، كانت هناك حواجز منذ عهد بعيد أمام الطلبة ذوي الإعاقة للالتحاق بالتعليم العالي في مجالاتهم المرغوبة، أو أن يكونوا مشمولين في برامجهم مع زملائهم بشكل كامل. وشملت هذه الحواجز لوائح حدت مما يمكن أن يتعلمه الأشخاص ذوو الإعاقة، ومنظورًا اجتماعيًا افترض أن المعاق لن يكون قادرًا على إكمال مقررات دراسية في بعض المجالات العملية، وحواجز جسدية حدت من الحركة أو سهولة الحصول على المواد. إن دور المركز هو تقليل وإزالة هذه الحواجز التي تساهم في معدلات تخرج منخفضة.

تؤكد كوينسي ديرمودي، مديرة برنامج منح الجامعات الحكومية أنه "بينما تشمل نشاطات المشروع تقديم التكنولوجيا والتجهيزات المتاحة، فإن التركيز الرئيسي يبقى على الدعم، والعمليات، والسياسات التي تمكن الطلبة من المشاركة بشكل كامل في تعلمهم مع أقرانهم- من خلال دعم الدمج، وتقديم حلول عادلة، وتعليم ودعم الأساتذة، وبناء الوعي حول الحواجز التي تعيق الطلبة المصابين بعاهات."

وقد سبق للمراكز أن برهنت على قيمتها قبل عام عندما انتشرت الجائحة، وعلى الرغم من أنها لم تكن مفتوحة أو مجهزة بشكل كامل، فقد تم تدريب الموظفين وكانوا قادرين على تقديم الدعم الذي مكّن الطلبة المعاقين من المشاركة بشكل كامل بعد إغلاق الجامعات وانتقال الطلبة للتعلم عن بعد. وقد بقوا على تواصل مع الطلبة عبر الفيسبوك، والمكالمات الهاتفية، والمسوح الإلكترونية وتواصلوا مع الكليات لتقديم الدعم والإرشاد والمساعدة على حل مشاكل الطلبة. قام مركز طه حسين لخدمة الطلبة ذوي الإعاقة بجامعة الإسكندرية بطباعة أكثر من 2,100 صفحة من مواد المنهاج الدراسي بطريقة برايل، وعمل 19 ساعة من التسجيلات الصوتية، ونسق مع الكليات ومكتب التقييم المركزي لضمان أن تأخذ خطة الامتحانات النهائية بعين الاعتبار حضور الطلبة ذوي الإعاقة.

إن فكرة إيجاد المراكز قد تطورت عن خبرة أمديست في إدارة برنامج المنح الشاملة في الجامعات الحكومية، وتقييم الاحتياجات الذي تديره يو إس إيد حول ظروف الطلبة المعاقين في مؤسسات التعليم العالي الحكومية في مصر، وإنفاذ قانون جديد لعام 2018 حول موضوع الإعاقة في مصر، والذي طبق متطلبات جديدة على الجامعات. مديرة البرنامج ديرمودي أضافت قائلة: "لقد كانت شريكاتنا من الجامعات الحكومية الخمس متشوقة للتوقيع على هذا البرنامج لتطوير دعمها لطلبتها المعاقين. لقد خصصت وقتًا ثمينًا وموارد مهمة لإطلاق وتطوير هذا النموذج لصالح مراكز الإعاقة في الجامعات الحكومية في مصر".

لقد قامت الجامعات بتقديم وترميم المكان ليكون متاحًا بشكل كامل بما يتفق مع اللوائح المصرية والدولية، وعينت طاقمًا لإدارة المركز. ونظمت أمديست رحلة دراسية لأعضاء هيئة التدريس، وإداريي الجامعات، وممثل عن وزارة التعليم العالي لزيارة جامعات مونتانا وكولورادو لاستكشاف المفاهيم التي يمكن تطبيقها في مصر لتعزيز الدمج. لقد تعامل المزيد من التدريب والتوجيه في مصر مع المحتوى الفني والإداري بما فيه سن قوانين داخلية، وإدارة المشاريع، وجمع التبرعات، والاتصالات لدعم المراكز في تطبيقها لخطط عملها.

إن إقامة مراكز الخدمة الجديدة هو فقط الخطوة الأولى. وسيتم مشاركة النموذج الذي طورته المراكز من قبل كل الجامعات المصرية في مؤتمر خلال كانون الأول/ ديسمبر. وستستمر أمديست في دعم المراكز حتى نهاية برنامج المنحة في 2024. كما أنها تدعم وزارة التعليم العالي في إقامة لجنة عن الإعاقة يمكنها تقييم مستوى الجامعة في الدمج ونشر نموذج مركز خدمة المعاقين عبر الجامعات الأخرى في مصر.

يقول وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور خالد عاطف عبد الغفار: "حقًا، هذا مشروع مهم جدًا، وأتصور أنه سيشكل نقلة كبيرة في تحقيق سهولة الحصول على التعليم."