العودة إلى الأوطان: تحدي الجائحة

مع انتهاء العام الدراسي 2019-2020، اضطلعت طواقم المقر الرئيسي لأمديست بدور ريادي في ترتيب عودة أكثر من 350 طالبًا وطالبة إلى أوطانهم، وهي عملية محفوفة بالصعوبات اللوجستية بسبب الرحلات الدولية المحدودة، وإلغاء الرحلات في اللحظة الأخيرة، ما يقتضي تغييرات سريعة في مسار الرحلة، وإغلاق المطارات في عدد من البلدان المقصودة، ومتطلبات الاختبار والحجر الصحي التي تختلف من دولة إلى أخرى وكون ذلك كله عرضة للتغيير.
طالبة برنامج YES التونسية رهام تودع العائلة الأمريكية التي استضافتها قائلةً:

كان من بين هؤلاء 38 من الطلبة الجامعيين المصريين الدارسين على برنامج المنح الجامعية العامة التابع لمبادرة التعليم العالي، والذين تأثر سفرهم إلى الوطن بشكل خاص بسبب نقص الرحلات الجوية الدولية. بمساعدة السفارة المصرية في واشنطن، العاصمة، التي سهلت الترتيبات مع مصر للطيران. سافروا في أيار/ مايو في ثلاث مجموعات على متن رحلات خاصة إلى مصر وتم وضعهم في الحجر الصحي الإلزامي لمدة 14 يومًا في مرسى علم قبل العودة إلى ديارهم. 

وكان من بينهم أيضًا 121 من طلبة فولبرايت من 10 دول، وقد تم ترتيب عودتهم إلى أوطانهم بحلول أيلول/ سبتمبر بالتنسيق مع مكتب الشؤون التعليمية والثقافية (ECA) التابع لوزارة الخارجية الأمريكية. 

أما الحدث الدرامي الأكثر حدة فكان ذلك المتعلق بـ 199 من طلبة المدارس الثانوية من تسعة بلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كانوا يعيشون بضيافة أسرٍ في 43 ولاية عندما بدأت الأزمة. عملت طواقمنا عن كثب، وأحيانًا على مدار الساعة مع مكتب الشؤون التعليمية والثقافية ECA والمنظمات غير الحكومية الخمس التي تشكل، مع أمديست، الاتحاد الذي يدير برنامج كينيدي- لوغار لتبادل الشباب والدراسة (YES). كما قامت طواقمنا بالتواصل مع مجموعة واسعة من المهتمين، بمن في ذلك ممثلون عن وزارات الحكومات الأجنبية، والسفارات الأمريكية والأجنبية ذات الصلة، وشركات الطيران، ومزودو اختبارات كوفيد-19 والحجر الصحي، وأخيرًا وليس آخرًا- الأسر الأصلية للطلبة وأسرهم المضيفة. 

لقد ساعدوا طلبة برنامج YES في التغلب على الأمور، مثل فقدان الأمتعة، والتقلبات في الإجراءات الاحتياطية وبروتوكولات السلامة في السفر، والتغيير المستمر في متطلبات الدخول والحجر الصحي، وإغلاق الحدود وفتحها بصورة غير متوقعة، وإلغاء الرحلات في اللحظة الأخيرة، والمتطلبات الحكومية المتباينة لدخول الطلبة من جنسيات مختلفة العائدين إلى البلد نفسه.  

ونظرًا لأن طلبة YES قاصرون، فقد حصلوا على الأذونات المطلوبة للكثير من هذه السفرات من أولياء أمورهم الطبيعيين الذين كانوا أنفسهم يتعاملون مع الضغط الإضافي المتمثل في المرور في الحجر الصحي وعمليات الإغلاق الخاصة بهم. إضافة إلى أنه كان يتوجب عليهم التأكد من أن ترتيبات السفر والحجر الصحي تفي بمعايير برنامج YES العالية المتعلقة بالسفر الآمن أثناء حدوث جائحة عالمية. 

بدأت عملية العودة إلى الأوطان في نيسان/ أبريل، مبتدئةً بـ 24 طالبًا وطالبة من البحرين، والكويت، وتونس سافروا إلى بلادهم في ذلك الشهر، معظمهم بشكل فردي أو في مجموعات صغيرة. 

سافر الباقون على دفعات على متن رحلات تجارية أو خاصة بين أيار/ مايو وأوائل آب/ أغسطس، ماكثين في الحجر الصحي مع عائلاتهم الأمريكية المضيفة حتى يتمكنوا من المغادرة. وللحفاظ على معنوياتهم عالية وتعويضهم عما لديهم من توتر هم وعائلاتهم المضيفة، انضمت أمديست إلى شريكنا iEARN لإقامة أسبوع YES لرفع المعنويات، من 4 إلى 8 أيار/ مايو، من أجل تذكير طلبتنا وجمهور YES العام بأهداف برنامج YES والاحتفال بإنجازات الطلبة خلال عام التبادل. 

كان أسبوع YES لرفع المعنويات بمثابة وداع إيجابي لسبعة وتسعين من طلبة YES عادوا إلى الأردن، ولبنان، وتونس، والمملكة العربية السعودية ما بين 7 إلى 12 أيار/ مايو. في أواخر ذلك الشهر، تمكن 46 طالبًا وطالبة من فلسطين من العودة بعد أن تعقدت عودتهم إلى الوطن بفعل إغلاق المطارات والحدود البرية في غزة والضفة الغربية. 

 اعتبارًا من الأول من حزيران/ يونيو، لم يبق إلا طلبة المغرب وليبيا الذين اضطروا لانتظار عملية الرحيل. شكل إغلاق المطارات المغربية تحديًا أمام عودة 21 من الطلبة المغاربة حتى الثامن من تموز/ يوليو، عندما استقلوا رحلات تجارية إلى فرانكفورت ومن ثم رحلة جوية خاصة إلى الدار البيضاء. عاد الطلبة الليبيون العشرة في مجموعتين: اثنان منهم عبر مصر إلى بيوتهم في شرق ليبيا في أوائل تموز/ يوليو، والبقية عبر تونس إلى غرب ليبيا في الأسبوع الأول من آب/ أغسطس.  

توفر برامج التبادل تجربة تغير الحياة، لم تغب هذه البديهية عن بال ريهام ساسي، إحدى طالبات YES من تونس، حيث تتذكر النهاية المبكرة لعامها التبادلي في ساوث داكوتا وترى أنها "وقت عصيب"، لكنها تشعر بالامتنان له: "أعلم أن هذه التجربة لم تنته كما كنا نعتقد. لقد مررت شخصيًا بوقت عصيب للغاية عندما اكتشفت أن كل خططي قد انهارت، وتم إلغاء جميع رحلاتي. لكن لا بأس! فهذا الجيل مميز للغاية وخبراتنا مميزة كذلك. أعتقد أن الحجر الصحي جمعنا جميعًا معًا. كانت فرصة جيدة لنا للتفكير في فترة التبادل والبدء في التفكير في الفصل التالي في حياتنا. وأنا فخورة لكوني خريجة YES رسميًا!"