الاحتفال بطاقة التبادل في يوم التبادل

إن العلاقات والمهارات التي ينميها الطلبة والمشاركون أثناء تواجدهم في الخارج قادرة على إحداث موجات من التغيير– إنه "تأثير الفراشة" الذي يغير مسار حياتهم إلى الأبد. مع وجود التبادل الدولي في جوهر مهمتنا، فإننا في أمديست نشهد هذا يوميًا: الدور الذي تلعبه التبادلات بين الأشخاص في تشكيل الهويات، وتحويل الآراء العالمية، وبناء التعاطف، وتقوية المسؤولية الاجتماعية، وتعزيز الكفاءة الثقافية.

وعلى حد تعبير المدير الأول لبرامج التبادل لدينا، ستيفن كيلر، فإن "برامج التبادل تساعد الطلبة على تطوير القدرة على التبادل والتعامل بالمثل مع الآخرين، وتقدير التنوع، وتطوير المنظور العالمي الذي سيحتاجونه لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين". كما أكدت الدكتورة إيلينا كوربيت، مديرة برامج التعليم الخارجي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على الإمكانات التحويلية لهذه البرامج، مشيرة إلى أنه "ينبغي للعيش والتعلم في بلد آخر أن يجعلنا أناسًا أفضل- ليس أفضل من الآخرين، وإنما أفضل من أنفسنا"، فالأمر يتعلق بشكل أساسي "بالتواضع والتبادل– الانفتاح على المعرفة التي تفتقدها وعلى مواجهةٍ شخصيةٍ للغاية من خلال مركزك في هذا العالم".

وتساعد عمليات التبادل الطلبة على تطوير القدرة على التعامل بالمثل والتبادل مع الآخرين، وتقدير التنوع، وتطوير المنظور العالمي الذي يحتاجونه لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.

في يوم التبادل هذا لعام 2023، نود أن نسلم زمام الأمور إلى خبرائنا -طلبة التبادل، والمشاركين، والخريجين- وأن نطلعكم على بعض أفكارهم التي تطلعنا على تجاربهم وإسهاماتهم في التأثير العالمي للتبادل الثقافي:

يزن، أحد طلبة برنامج YES من غزة

"أحد الأمور التي سأتذكرها دائمًا من عام التبادل هو تعليم والدي المضيف كيفية طهي الأطباق الفلسطينية. لقد طبخنا المقلوبة في عيد الشكر وفي عيد الميلاد وقمنا بعمل الشاورما والفلافل مرة في الأسبوع على الأقل! لقد أحب ثقافتي كثيرًا، من القصص حول فلسطين، إلى الطعام والملابس، إلى الرقصات التقليدية. عندما كنا نستقل السيارات، كان دائمًا يشغل الأغاني الفلسطينية. كما كنت استمتع بقضاء الوقت مع أخي المضيف وأصدقائه وكنت أجيبهم على جميع أسئلتهم عن "الجانب الآخر من العالم". ألهمتهم تجربتي بأن يصبحوا من طلبة التبادل ليجربوا ذلك بأنفسهم! الآن، أعلم أن عالمنا ليس مدينة صغيرة، إنه أكبر مما ندرك. فهو مليء بالأماكن التي يمكن استكشافها، والكثير من الثقافات لتجربتها، ولكن العالم يصبح أصغر مع برامج مثل برنامج YES، يصبح مكانًا ينام فيه الفلسطيني، والبوسني، والطاجيكي في الغرفة نفسها يتبادلون قصصهم طوال الليل". 

إحسان، خريج برنامج فولبرايت من لبنان

"لقد كانت رحلتي إلى الولايات المتحدة مدهشة ومثيرة.. لقد أتيحت لي الفرصة للقاء الكثير من الأشخاص الجدد، وتجربة ثقافات جديدة، واكتشاف مناطق جميلة جديدة في نيويورك، وكونيتيكت، وميشيغان وغيرها الكثير. أنا متحمس لمواصلة الاكتشاف، والتعرف على أشخاص جدد، والاستفادة من هذه التجربة إلى أقصى حد. إن كوني ضعيف البصر لن يوقفني أبدًا، وبالرغم من وجود تحديات، إلا أنني لن أستسلم أبدًا!"

 

عبد الله، يمني مشارك في برنامج قصصنا (QISASNA)

"لم يخطر ببالي أبدًا أنني سأتمكن من التواصل مع طلبة الجامعات الأمريكية، ناهيك عن مشاركة النظراء الأمريكان في إنتاج بودكاست لغة الإشارة! فإن هذه التجربة قد أكدت على أهمية دوري كعضوٍ على قدم المساواة مع أفراد المجتمع الآخرين، وسلطت الضوء على الحاجة للاستماع لصوتي وأفكاري على المستوى نفسه من الاعتبار والاحترام على غرار أي فرد آخر من المجتمع. أشعر بالامتنان لهذه الفرصة في النمو والتعلم".

 

نور، خريجة برنامج صندوق الأمل من لبنان

إن أكثر ما أقدره في تجربتي الجامعية في الولايات المتحدة يمتد إلى ما هو أبعد من التطوير الأكاديمي والمهني. إن التواجد في إحدى الجامعات الأمريكية يتحدى بطبيعته نظرة الفرد للعالم ويجبر الأشخاص على التعامل مع أناس قد يختلفون عنهم في جوانب متنوعة، حيث إن الأرضية المشتركة الوحيدة هي إنسانيتنا المشتركة".

 

 

شربل من لبنان، خريج برنامج صندوق المنح لدعم الطلاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MSSF)

"أعتقد أنني أتيت إلى الولايات المتحدة وأنا متعطش للمزيد من الأصدقاء، والمزيد من الفرص، والمزيد من المال، والمزيد، والمزيد، والمزيد. ولكن في وقت ما خلال السنوات الأربع الماضية -وأنا أعلم أن ذلك أمر مبتذل- تعلمت أن أهدأ وأستمتع باللحظة. الطموح شيء عظيم، ولكن ما الهدف إذا لم تستمتع بنجاحاتك وإنجازاتك؟ كما تعلمت دروسًا مهمة عن التعاطف والتراحم. كل شخص يستحق التعاطف بصرف النظر عن الفترة. الجميع يستحقون أن يسمع صوتهم وأن تلبى احتياجاتهم الأساسية. وقد بذلت جهودًا لضمان ذلك، وسأواصل القيام بذلك، بصرف النظر عن المكان الذي أكون فيه".

روان من مصر، خريجة برنامج صندوق المنح لدعم الطلاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا MSSF

"لقد تعرضت للكثير من التنوع في هذه [التجربة]، وهذا ما جعلني أتحدى قيمي ومعتقداتي الخاصة. ولكن ليس بطريقة سيئة. وجدت نفسي أفتخر بخلفيتي وأتمسك بثقافتي أكثر. أعتقد أن ما تعرضت له قد جعلني أقترب أكثر من ثقافتي، وأنا ممتنة لذلك إلى الأبد."

 

 

تفتخر أمديست، في العقدين الماضيين، بالشراكة مع وزارة الخارجية الأمريكية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومنظمات أخرى لأنها مكنت ما يزيد عن 30 ألف امرأة ورجل، من مجموعة من الخلفيات والتخصصات في منطقة MENA والولايات المتحدة، من إجراء تجربة التبادل من خلال برامج مؤثرة مثل:

  • برنامج فولبرايت لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: يمكن هذا البرنامج الرائد طلبة الدراسات العليا، والمهنيين الشباب، والفنانين من الخارج من الدراسة وإجراء الأبحاث في الولايات المتحدة. 
  • برنامج كندي- لوغار لتبادل الشباب والدراسة (YES) وبرنامج YES في الخارج: يوفر هذان البرنامجان من برامج التبادل منحًا دراسية لطلبة المدارس الثانوية من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وما بعدها لقضاء ما يصل إلى عام دراسي في الولايات المتحدة، كما يوفران المنح لطلبة المدارس الثانوية الأمريكية للدراسة في بلدان برنامج YES المختارة.
  • قصصنا: يقوم هذا البرنامج على التواصل بين الطلبة الأمريكيين واليمنيين من خلال ورشات العمل الافتراضية لسرد القصص التي تعزز الحوار والتفاهم بين الثقافات. 
  • برامج أمديست للتعليم الخارجي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: تساعد هذه البرامج على تطوير التفاهم المتبادل من خلال برامج افتراضية وميدانية مباشرة لدراسة الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتحسين مهاراتهم في اللغة العربية، والتفاعل مع شعوب المنطقة وثقافاتها. يوفر برنامج التعليم الخارجي (EdAbroad) الجديد، المسمى المجتمع والنشاط وريادة الأعمال التجارية (CASE)، رحلة تحولية لمجموعة من طلبة كليات المجتمع الأميركية، لتعريفهم بالدعوة، ومنظمات المجتمع المدني، وقضايا العدالة العالمية الملحة من خلال منظور تونسي. 
  • صندوق المنح لدعم الطلاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MSSF) & صندوق الأمل: تهدف مبادرات أمديست للمنح الدراسية القائمة على الجدارة لمساعدة حملة المؤهلات العالية من الطلبة من الفئات السكانية المحرومة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذين يسعون إلى متابعة دراساتهم الجامعية في الولايات المتحدة ولكنهم يفتقرون إلى الإمكانيات المالية، على فعل ذلك.  
  • إديوكيشن يو إس إيه الإرشادي (EducationUSA Advising): يوفر هذا البرنامج أحدث المعلومات الدقيقة والشاملة حول فرص الدراسة في مؤسسات التعليم لما بعد المرحلة الثانوية والمعتمدة في الولايات المتحدة. 

وإذ نحتفي اليوم بهذه العلاقات الهادفة، فإننا نجدد التزامنا بتعزيز التفاهم المتبادل ونعرب عن امتناننا لكل من يجعل هذه البرامج ممكنة. فمن خلال دعمهم نستطيع أن نساعد في رأب الصدوع وصياغة عالم يتسم بقدر أعظم من التعاطف، والتسامح، والترابط.